أعرب آلاف الفلسطينيين، ممن تمكنوا من اجتياز الجدار الحدودي "المنهار" بين مصر وقطاع غزة، عن أملهم في أن تسمح لهم السلطات المصرية بالبقاء، فيما أكدت مصادر أمنية أن جنوداً مصريين قتلوا اثنين من جنسيات أفريقية، أثناء محاولتهما التسلل إلى الجانب الفلسطيني من مدينة رفح. وفيما عبر مئات الآلاف من "الغزيين" الذين يكافحون للعيش تحت قسوة الحصار الإسرائيلي، إلى الجانب المصري لشراء احتياجاتهم المعيشية من الغذاء والوقود، كان هناك آلاف آخرون، عبروا الحدود بحثاً عن "فرصة أفضل"، وبدء حياة جديدة لهم في "الشقيقة الكبرى" مصر. وقال عيسى سويلم، البالغ من العمر 27 عاماً، إنه كان يحدوه الأمل في أن يتمكن من شراء بطاقة هوية مزورة، ليمكنه تجاوز نقاط التفتيش، التي أقامتها أجهزة الأمن المصرية بمحافظة شمال سيناء، لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى عمق الأراضي المصرية، حسبما نقلت أسوشيتد برس. كما أوضح علي غالب، وهو فلسطيني آخر يرغب بشق طريقه نحو العاصمة المصرية، أنه كان يأمل في أن يتمكن من زيرة خطيبته، البالغة من العمر 23 عاماً، والتي لم يشاهدها منذ خطبتهما قبل نحو ثلاث سنوات، حيث ذهبت إلى القاهرة بتأشيرة سياحية، وهناك وجدت عملاً كصيدلانية، ولم تعُد مرة أخرى منذ آنذاك. ولم تصدر أية بيانات رسمية من جانب السلطات المصرية بأن هناك فلسطينيين تمكنوا من الوصول إلى القاهرة، إلا أن تقارير إعلامية رسمية أفادت بأن أجهزة الأمن ألقت القبض على الآلاف من الفلسطينيين، بينهم عدد من المسلحين، أثناء محاولتهم الدخول إلى عمق الأراضي المصرية. وشرعت قوات الأمن المصرية بإعادة إغلاق الحدود مع غزة، اعتباراً من صباح الجمعة الماضي، والتي كان قد تم فتحها منذ فجر الأربعاء 23 يناير/ كانون الثاني الجاري، إثر قيام ناشطين فلسطينيين بتفجيرها، للجوء إلى الجانب المصري، هرباً من الحصار "الخانق"، الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع وشددت السلطات المصرية من إجراءاتها لمنع الفلسطينيين من تجاوز مدينة العريش، كبرى مدن محافظة شمال سيناء، والتي تبعد نحو 40 كيلومتراً (25 ميلاً) من الخط الحدودي. كما استخدمت قوات مكافحة الشغب الهراوات والكلاب البوليسية، لملاحقة السيارات والشاحنات التي تعرض نقل الفلسطينيين الذين يرغبون في شراء البضائع إلى بلدات داخل سيناء، في الوقت الذي شهدت فيه مدن العريش ورفح والشيخ زويد، حركة رواج غير مسبوقة، لتلبية احتياجات الفلسطينيين إلى ذلك، أفاد مسؤولون أمنيون بأن قوات حرس الحدود المصرية أطلقت النار في وقت سابق مساء الأربعاء، على عدد من الأفارقة الذين كانوا يحاولون استغلال الوضع على الحدود بين غزة ومصر، بهدف التسلل إلى الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى مقتل شخصين. ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول وحدة الطوارئ بمحافظة شمال سيناء، عماد خربوش، قوله إن أفراد حرس الحدود أطلقوا النار على مجموعة من ثمانية أفارقة في مدينة رفح، التي يقسمها الجدار الحدودي، بين الجانبين المصري والفلسطيني، كان أفرادها يحاولون التسلل إلى إسرائيل عبر قطاع غزة. وأشارت مصادر أمنية، رفضت الكشف عن هويتهها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إلى أن رجلاً من ساحل العاج، يبلغ من العمر 22 عاماً لفظ أنفاسه بعد أن ظل ينزف حتى الموت، نتيجة إصابته بطلق ناري في ساقه، فيما توفيت أخرى بأحد المستشفيات المحلية، متأثرة بإصابتها. وتزعم السلطات الإسرائيلية أن حوالي 2800 شخصاً تمكنوا من الدخول إلى أراضيها خلال السنوات الأخيرة، عبر الحدود الممتدة مع مصر، بحثاً عن وظيفة بالدولة العبرية، معظمهم من أفريقيا.